عبدالرحيم و هناء، بروكسل 1967
Re: تحياتي
From: Hannu Naas
To: Abdulrahim Naas
صباحك صباح الخير والأنوار يا بابا،
كم أسعدتني رسالتك التي استصبحت بها اليوم. والله كلنا مقصرين معاك لو تأتي للحق. للأسف مشاغل الحياة تلهي الناس وتضبب الرؤية لديهم عما هو مهم بالفعل. ربما ما مررت به أخيراً فتح عينيّ على حقائق عدة عن الحياة وأولوياتها، وكما يقولون بالإنجليزي ربما هذا هو البطانة الفضية لهذه التجربة الصعبة. الحقيقة هي أن قيمة حياة الإنسان لا تفاس بعدد السنين التي يحياها ولكن بعمله في هذه الحياة وما قدمه لنفسه ولمن حوله وللبشرية بصفة عامة. يختلفون البشر على الدين لدرجة قتل بعضهم البعض، ويغفلون عن أن الدين ما هو إلا تهذيب وأخلاق مهما أختلفوا في إسم الرب أو طريقة العبادة والإتصال به.
المهم، من وجهة نظري، أفضل أن تكون حياتي قصيرة نسبياً ولكن غنية بالعلم والمعرفة والعطاء والتجارب والتكرس لما فيه النفع للبشر، فهكذا تقاس حياة العظماء... والحمد لله أنني ولدت لأب مثلك لم يبخل علي بأي من هذه الأشياء وهو الذي وصلني لما أنا فيه اليوم من نضوج عقلي وذهني و طموح للأفضل دائماً. حقاً كنت--وستظل دوماً--أفضل معلم لي في هذه الحياة. أعرف أنه هناك الكثير والكثير في جعتبك لتعلمنا إياه، ولا أريد أن أهدر هذا المصدر بقل التواصل والإهتمام. للأسف مجتمعنا ليس بهذه الدرجة من الرقي ليعي أهمية من مثلك في بناء المجتمع والأجيال الجديدة وخاصة بما في جعبتكم من خبرات وتجارب في هذه المرحلة من دورة الحياة والتي هي مهمة لأتمام حلقة التطور البشري.
والله مش عارفة ما الذي جعلني أتفلسف لهذه الدرجة على الصبح، بس رسالتك جد أفرحتني وأطلقت العنان لهذه الدردشات، وأعجبني كثيراً أنها بخط يدك، بصمة مهمة للإنسان معرضة للمحي من قبل التكنولوجيا إذا تغاضينا عنها. المهم سعيدة أنك لديك هذه الأهتمامات ولديك المجال لشبعها، وأنشالله لا تمل أو تكل من القراءة وتتبع الأخبار والمستجدات في عالمنا هذا والأستمرار في رحلة التطوير الذاتي.
نهارك مبارك إنشالله وللحديث بقية،
هناء
From: Hannu Naas
To: Abdulrahim Naas
صباحك صباح الخير والأنوار يا بابا،
كم أسعدتني رسالتك التي استصبحت بها اليوم. والله كلنا مقصرين معاك لو تأتي للحق. للأسف مشاغل الحياة تلهي الناس وتضبب الرؤية لديهم عما هو مهم بالفعل. ربما ما مررت به أخيراً فتح عينيّ على حقائق عدة عن الحياة وأولوياتها، وكما يقولون بالإنجليزي ربما هذا هو البطانة الفضية لهذه التجربة الصعبة. الحقيقة هي أن قيمة حياة الإنسان لا تفاس بعدد السنين التي يحياها ولكن بعمله في هذه الحياة وما قدمه لنفسه ولمن حوله وللبشرية بصفة عامة. يختلفون البشر على الدين لدرجة قتل بعضهم البعض، ويغفلون عن أن الدين ما هو إلا تهذيب وأخلاق مهما أختلفوا في إسم الرب أو طريقة العبادة والإتصال به.
المهم، من وجهة نظري، أفضل أن تكون حياتي قصيرة نسبياً ولكن غنية بالعلم والمعرفة والعطاء والتجارب والتكرس لما فيه النفع للبشر، فهكذا تقاس حياة العظماء... والحمد لله أنني ولدت لأب مثلك لم يبخل علي بأي من هذه الأشياء وهو الذي وصلني لما أنا فيه اليوم من نضوج عقلي وذهني و طموح للأفضل دائماً. حقاً كنت--وستظل دوماً--أفضل معلم لي في هذه الحياة. أعرف أنه هناك الكثير والكثير في جعتبك لتعلمنا إياه، ولا أريد أن أهدر هذا المصدر بقل التواصل والإهتمام. للأسف مجتمعنا ليس بهذه الدرجة من الرقي ليعي أهمية من مثلك في بناء المجتمع والأجيال الجديدة وخاصة بما في جعبتكم من خبرات وتجارب في هذه المرحلة من دورة الحياة والتي هي مهمة لأتمام حلقة التطور البشري.
والله مش عارفة ما الذي جعلني أتفلسف لهذه الدرجة على الصبح، بس رسالتك جد أفرحتني وأطلقت العنان لهذه الدردشات، وأعجبني كثيراً أنها بخط يدك، بصمة مهمة للإنسان معرضة للمحي من قبل التكنولوجيا إذا تغاضينا عنها. المهم سعيدة أنك لديك هذه الأهتمامات ولديك المجال لشبعها، وأنشالله لا تمل أو تكل من القراءة وتتبع الأخبار والمستجدات في عالمنا هذا والأستمرار في رحلة التطوير الذاتي.
نهارك مبارك إنشالله وللحديث بقية،
هناء